بعد التقدم والتطور الكبير الذي حققه الإنسان في جميع مجالات الحياة، وبعد ما اخترع الطائرات والغواصات والتلسكوبات واكتشف أعماق المحيطات وأعالي الجبال وصولاً إلى الفضاء الخارجي والمشي على سطح القمر، ما تزال هناك العديد من القضايا الغامضة التي لم يستطع الإنسان بكل تقدمه من وضع تفسير دقيق لها، ولعل حادثة رحلة الطيران 513 سانتياغو من أبرز القصص الغامضة التي لم تجد تحليلاً منطقياً حتى الآن. 

اختفاء الطائرة

في يوم خريفي هادئ وتحديداً بتاريخ 4 أيلول عام 1954 أقلعت الرحلة 513 سانتياغو من مطار مدينة آخن الألمانية، وعلى متنها 88 راكباً و4 من أفراد الطاقم في رحلة روتينية بين مدينتين. لكن في مكان ما فوق المحيط الأطلسي وبعد ساعات قليلة من إقلاعها، حدث شيء ما، حيث انقطعت جميع الاتصالات مع الطائرة التي اختفت دون أي أثر أو حطام يدل على ما حصل معها.

عودة بعد 35 عام!

لا بد أن حوادث اختفاء الطائرات حصلت مرات عديدة عبر الزمن لكن المثير للاستغراب في رحلتنا هذه، أن الطائرة عادت للظهور بعد مضي 35 عام من اختفائها. ففي يوم 12 تشرين الأول عام 1989 هبطت طائرة تحمل الرقم ذاته في مطار بورت اليجر في البرازيل بكل هدوء، لكن دون أن تعطي أي إشارات لأبراج المراقبة، فسارعت قوات المطار الأمنية لتجد ما لا يصدق!

هياكل عظمية

دخلت القوات الأمنية إلى الطائرة لتفتيشها فأصيبوا بالهلع لدى رؤيتهم ل 92 هيكل عظمي لأشخاص جالسين على مقاعدهم، ومن بينهم كابتن الطائرة ميغيل فيكتور كيري جالساً في كابينة القيادة وممسكاً بمقود الطائرة. وما إن تم هذا الاكتشاف حتى بدأت مناقشة النظريات والتحليلات المختلفة.

تفسيرات وتحليلات

من الطبيعي أن تغري هذه الحادثة الكثير من الباحثين على اختلاف اختصاصاتهم لتقديم رؤية منطقية لما حدث مع هذه الطائرة، إلا أن ذلك لم يتحقق لهم. ومن بينهم الدكتور سيلسو اتيلو " Celso Atello" الباحث في علوم ما وراء الطبيعة، والذي صرح أن الطائرة قد اختل توازنها الزمني ودخلت عبر الثقوب السوداء. لكن في ذات الوقت لم يتمكن الدكتور اتيلو من تفسير تحوّل كل من على متن الطائرة إلى هيكل عظمي، كما أنه لم يقدر على الإجابة عن كيفية هبوط القبطان الميت بالطائرة بعد مرور تلك السنوات؟

كما قامت الحكومة البرازيلية بتعيين لجنة للتحقيق في ملابسات الرحلة، إلا أن أنها أبقت عملها في نطاق من السرية ورفضوا مناقشة ملابساتها أو حتى التعليق على تفسير الدكتور اتيلو، مما أثار الكثير من الجدل حتى طالب أكاديميون وشخصيات بارزة السماح للمدنيين بالوقوف إلى جانب الباحثين لإيجاد التفسير، وأصروا على أن للجمهور الحق في معرفة  ما يجري لأن أي إخفاء للوقائع هو جريمة بحق العلم الذي من الممكن أن يتغير إذا ما تم إثبات دخول الطائرة في حلقة زمنية. بينما كان للحكومة رأي آخر، حيث خاطرت بمصداقيتها كي لا تخرج ما تعرفه إلى الجمهور وتتسبب بفزع شامل كما زعم بعض المبررين لموقفها الصامت. إلا أن كل التفاصيل التي خرجت إلى العلن لم تسلم هذه القصة من الانتقاد، حيث يصر البعض على أن الرحلة 513 ليست أكثر من أسطورة خيالية أنشأتها صحيفة شعبية سيئة السمعة لتزيد المبيعات.

السفر عبر الزمن

قبل أكثر من مئة عام تنبأ أينشتاين في نظريته النسبية، بوجود ثقوب سوداء ذات جاذبية خارقة تبتلع كل شيء أمامها حتى الضوء، والتي يمكن تعريفها بأنها جسور في نسيج الزمكان. لهذه الجسور خاصية طوبوغرافية افتراضية، تسمح بإمكانية السفر عبر الزمن وإلى كون أو زمن آخر. وربما هذا ما حصل مع الرحلة 513 سانتياغو.
لكن ما زال سبب العثور على الطائرة بهياكل عظمية غير منطقي، وهي نقطة غريبة لا يبدو أن أحداً قادراً على تفسيرها.

في النهاية لابد من التنويه أنه لا يوجد مصدر موثوق للأخبار من عام 1954 من أجل التأكيد أن الطائرة قد اختفت بالفعل في الهواء، وكل ما يوجد هو مجرد قصاصات ورقية من صحف وصور عام 1989 لتصديقها.