كتبت – هاجر هشام
في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية، وتكريمًا لهذه اللغة العريقة التي حملت حضارة أمة بأكملها وحافظت على هويتها على مر العصور، يستعد الطلاب والطالبات لتحضير اذاعة مدرسية عن اليوم العالمي للغة العربية، والذي من أساسياتها حديث شريف عن اللغة العربية للإذاعة المدرسية، وآيات من القرآن بشأن أهمية اللغة العربية، مع ذكر كلمة عن هذا اليوم الأصيل، وهذا الذي سوف نتعرف عليه معكم في هذا التقرير التالي.
حديث شريف عن اللغة العربية للإذاعة المدرسية
في سياق الحديث عن اليوم العالمي للغة العربية وترابطها الوثيق بالقرآن الكريم، لابد من التطرق إلى أحاديث نبوية شريفة تؤكد تلك الصلة، ومن أبرز هذه الأحاديث ما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، حيث يروي النبي صلى الله عليه وسلم قصة نبي الله إسماعيل عليه السلام وتعلّمه اللغة العربية.
ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، وَهِيَ تُحِبُّ الْإِنْسَ، فَنَزَلُوا وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ، فَنَزَلُوا مَعَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ بِهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْهُمْ، وَشَبَّ الْغُلامُ وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيّةَ مِنْهُمْ وَأَنْفَسَهُمْ، وَأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ، فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ، وَمَاتَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ".
تفسير حديث شريف عن اللغة العربية للإذاعة المدرسية
يشير الحديث الشريف إلى أن نبي الله إسماعيل عليه السلام قد كبر وعاش بين قومه العرب وتعلم لغتهم، مما يدل على أهمية اللغة العربية وكونها لسان العرب الأصيل، كما يبرز الحديث مكانة اللغة العربية في حياة العرب وقبيلتهم، حيث تزوج إسماعيل عليه السلام من امرأة منهم بعد أن تعلم لغتهم وأصبح جزءًا منهم.
يُعد هذا الحديث دليلاً قويًا على أهمية اللغة العربية ومكانتها في الإسلام، فهو يربط بين اللغة العربية وقصة نبي الله إسماعيل، وهو أحد الأنبياء الكرام، مما يضفي على اللغة العربية قدسية خاصة، كما يشير الحديث إلى أن اللغة العربية هي لغة التوحيد والرسالة السماوية.
آيات واحاديث عن اللغة العربية
في عصرنا الحالي، لا تزال اللغة العربية تحتفظ بأهميتها ومكانتها، فهي لغة القرآن الكريم والسنة النبوية، ولغة الحضارة الإسلامية، ومع ذلك، تواجه اللغة العربية تحديات كبيرة، مثل انتشار اللغات الأجنبية وتأثير التكنولوجيا على اللغة، حيث تضمنت الآيات القرآنية الكريمة العديد من الشواهد على أن اللغة العربية هي لغة القرآن، ومنها قوله تعالى: "وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ" ﴿٤٤ فصلت﴾.
آيات عن اللغة العربية في القرآن
وبالإضافة إلى هذه الآية هناك الكثير من الآيات الأخرى التي تؤكد أن اختيار الله سبحانه وتعالى للغة العربية ليكون بها كتابه الكريم ليس اعتباطيًا، بل هو دليل على عظمة هذه اللغة وقدرتها على إيصال المعاني العميقة والإعجاز البلاغي، ومن بين تلك الآيات التي ذكرت في كتاب الله العزيز هي:
"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (يوسف: 2)، وقوله تعالى: "وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا".
“بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ” (الشعراء: 195).
“وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ “﴿٣٧ الرعد﴾.
”وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا” ﴿١١٣ طه﴾.
“قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ” ﴿٢٨ الزمر﴾.
“كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” ﴿٣ فصلت﴾.
“وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ” ﴿٧ الشورى﴾.
“إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” ﴿٣ الزخرف﴾.
“وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ” ﴿١٢ الأحقاف﴾.
“وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ” ﴿١٠٣ النحل﴾.
حديث عن لغة القرآن
تتميز اللغة العربية بعمق جذورها التاريخية، حيث تمتد إلى عصور ما قبل الإسلام، لتشكل ركيزة أساسية للحضارة العربية، وقد أثبتت الدراسات اللغوية أن اللغة العربية في عصر الجاهلية كانت لغة غنية بالبلاغة والبيان، وقد ساهمت هذه الغنى اللغوي في تكوين القرآن الكريم، الذي جاء معجزة خالدة باللغة العربية، وقد أشار العديد من الباحثين إلى أن المستشرقين قد حاولوا التقليل من شأن هذه اللغة، متجاهلين عمقها وتأثيرها في الحضارات الأخرى.
وفي هذا السياق، يأتي الحديث النبوي الشريف الذي يؤكد على حب العرب، وارتباطهم بلغتهم، وعلى أن لسان أهل الجنة عربي، وهذا يدل على أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي رمز للهوية العربية والإسلامية، وهي لغة الخلود والفوز بالجنة، وهذا الحديث هو:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحبُّوا العربَ لثلاث: لأني عربيٌّ، والقرآن عربيٌّ، ولسان أهل الجنة عربيٌّ))، قال الحافظ السلفي: "هذا حديث حسن".