تصبحون على الأمنيات


عند الغروب عاد طائر العنقاء إلى عشه من رحلته الطويلة متعباً، ليتحول إلى رماد، ومع شروق الشمس سيولد من جديد ليبدأ رحلة أخرى إلى آفاق بعيدة لم يعرفها أحد من قبل. وهكذا أنت يا أمنياتي لا تعرفين حداً أو مستحيلاً. 

أنا لا أهاب مرورك أيتها الأيام فأنا مع كل فجر أشع أملاً. 

أيتها الشمس هل من مستحيل أمام الانسان؟ 

ألم تكن الأفعال التي ظنها الناس مستحيلة سوى أمنيات مخفية، خجولة، حولتها همم أشخاص لا يخافون الحلم إلى حقيقة وإمكان؟   

وها أنا أطأ أرض الأحلام بإرادتي لألتقط شغفاً أرسم به معالم أمنية تحلق عند الأفق. 

أي سد حال بيننا يا أمنياتي وأي مانع: أخطاء.. تسرع.. وعود كاذبة.. ثقة بمن لا يستحق.. لا بأس فمهما كان الوقت الذي قضيته في ارتكاب الأخطاء، فالوقت المتاح لك لإصلاحها أطول بكثير.

فهل وجدت الأمنيات إلا لكي تتحقق!

ما بالي قلق هكذا؟ والعالم يقدم نفسه لي آلاف الفرص وآلاف الوجوه الطيبة!

يقدم لي نفسه في نعمة الحياة ذاتها، في الألم و الحزن، في الفرح والطمأنينة. 

تألمت، فرحت،  بكيت وضحكت،  لولا هذه الأضداد أي متعة كانت للحياة؟ فما أجمل الراحة بعد التعب والوصول بعد السفر الطويل

سأتمنى.. فالحياة معطاءة والخالق كريم فماذا أخشى ؟

أرى في الغد عليلاً يصحو من سقمه، وأرى أماً تفرح بوليدها الجديد، وأرى محباً يلتقي بحبيبه وأرى غائباً يعود بعد سفر، وقلباً يفيض بالمحبة التي لا تنتهي. 

وأرى ملايين الوعود الجميلة تنسجها خيوط الفجر وترسلها إلى العالم. 

ها أنا أتمنى وأنتم تصبحون على ما تتمنون.