نجح علماء مغاربة وباحثون في الفيزياء من جامعة محمد الخامس بالرباط، في إطلاق أكبر تلسكوب بحري في العالم، ليكونوا أول متخصصين عرب يشاركون في هذا الإنجاز العلمي الضخم بالتعاون مع خبراء من دول أوروبية عدة.

وحدد الباحثون موقع التلسكوب والذي سيقام في البحر المتوسط، بغرض دراسة التغيرات المناخية والظواهر الجديدة بالفضاء الخارجي الضارة بسكان الأرض.

وأوضح باحث مغربي بكلية العلوم بجامعة محمد الأول، عبد الإله موسى، أن إطلاق أكبر تلسكوب بحري في العالم إنجاز طموح يهدف لإنشاء سلسلة من التلسكوبات على مساحة واسعة وبعمق 2 كيلومتر مربع تحت سطح المياه.

وأضاف موسى، أن التليسكوب يتكون من 6 آلاف وحدة بصرية وهو نتاج مجموعة بحثية متخصصة، تقوم كل واحدة منها على مستشعرات ضوء بالغة الحساسية، بالإضافة إلى أجهزة حديثة لتحديد مكان وزمان الوحدات البصرية التي يتم التقاطها.

وتابع الخبير قوله، أن الجهاز الجديد سيفتح نافذة جديدة على الكون، عبر استشعار الضوء الخافت عند صدوره عن الجزيئات الجوية والكونية، من أجل دراسة خصائص هذه الجزيئات.

وأردف: "الأهم رصد مصادر الجزيئات عالية الطاقة، وهو ما سيوفر الإجابات على الكثير من الأسئلة العالقة بدون إجابة حتى الآن".

وأكد موسى الذي يشرف على نخبة من الباحثين والطلبة في مشروع التلسكوب، أن المغرب يعد أول دولة عربية وإفريقية تشارك في هذا المجال العلمي الضخم من خلال إنشاء وحدة وطنية بكلية العلوم بالرباط والتي تتخصص في تصنيع الوحدات البصرية الرقمية للتلسكوب.

وأوضح الباحث المغربي، أن المشروع قيد التنفيذ ومازال يحتاج للمزيد من الوحدات حتى يكون جاهزًا للعمل في عام 2025، لافتًا إلى أن جائحة كورونا عطلت وصول بعض المعدات اللازمة مما أدى إلى تأخر تشغيل مشروع التلسكوب الضخم.

وتبلغ تكلفة المشروع 250 مليون يورو، ويعد الإنجاز البحثي الأضخم على مستوى العالم، والذي يهدف إلى تطوير الأبحاث في البيئة البحرية والالكترونية والتنبؤ بالكوارث والأخطار الكونية قبل حدوثها.