تحدثت مصادر إعلامية فلسطينية عن تراجع التأييد الشعبي لحركة حماس بشكل ملحوظ في القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية بعد انخراط الحركة المسيطرة على قطاع غزة في مفاوضات حثيثة مع القوى الدولية المانحة طيلة الأشهر الماضية لتسريع عملية إعادة اعمار قطاع غزة وتجاهل قضية حي الشيخ جراح.

ويتهم عدد من المقدسيين قيادة حماس بالمتاجرة بقضيتهم العادلة لتحقيق أهداف سياسية تخدم مصلحة حركتهم مؤكدين في الوقت ذاته أن تملص حماس من وعودها بدعم سكان حي الشيخ جراح وحي السلوان ماديا وميدانيا يؤكد صحة هذه الاتهامات.

وكان رئيس المكتب السياسي لحماس وزعيمها إسماعيل هنية قد صرح مؤخرا خلال مشاركته في ندوة لمركز الزيتونة للدراسات أن حماس مستعدة لتوسيع نطاق المواجهة مع الكيان المحتل لتشمل القدس والضفة الغربية في حال استمر الحصار المسلط على قطاع غزة.

ورفض أهالي حي "كرم الجاعوني" في حي الشيخ جراح التسوية التي اقترحتها المحكمة الإسرائيلية العليا  باعتبار الجيل الأخير من السكان “كمستأجرين محميين“ مؤكدين أن الوجود الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة سيظل قائما رغم محاولات التهجير المتكررة.

جدير بالذكر ان الدراسات المسحية التي أُجريت في القدس بعد معركة سيف القدس كانت قد أظهرت دعما شعبيا قويا لحركة حماس الا أن انكباب حماس على ملف إعادة اعمار غزة وتهديدها بالتصعيد في القدس عند أول تعثر في مفاوضاتها مع القوى الدولية جعلها تفقدا جزءا كبير من التعاطف الشعبي التي حظيت به سابقا.

في المقابل يتوقع المهتمون بالشأن الفلسطيني أن تواصل شعبية السلطة الفلسطينية في الارتفاع خلال الفترة القادمة لاسيما في ظل التوافق المعلن بين المقدسيين ورام الله في خصوص خيار المقاومة الشعبية السلمية واعتماد الضغط الديبلوماسي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق فلسطينيي الداخل.