قرّر الرئيس التونسي قيس سعيد سحب جواز سفر الدبلوماسي من الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي.

وقال الرئيس قيس سعيد، خلال إشرافه على أول مجلسٍ وزاريٍّ للحكومة الجديدة برئاسة نجلاء بودن، بقصر قرطاج، إنّ تونس: "دولةٌ حرةٌ مستقلةٌ، لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية، وترفض بالتالي أن توضع سيادتها على طاولة أيّ مفاوضاتٍ".

واعتبر، بحسب بيان رئاسة الجمهورية التونسية، أنّ "كرامة الشعب التونسي صاحب السيادة فوق كل اعتبار"، داعيًا، إلى "فتح تحقيقٍ ضدّ كلّ محاولات التآمر على الأمن الداخلي، والخارجي لتونس، وسحب الامتيازات لكلّ من يستجدي الخارج لضرب مصالحها".

وقرر الرئيس سعيد سحب جواز السفر الدبلوماسي من الرئيس الأسبق محمد منصف المرزوقي، بسبب تصريحاته الأخيرة، التي اعتبرت استجداءً لتدخّل فرنسيٍّ في الشؤون الداخلية لتونس.

وأوضح سعيد، أنه "لا مجال للتّمتع بهذا الامتياز، والتجول بين العواصم للإضرار بتونس".
وعبّر الرئيس الأسبق المرزوقي عن رفضه للتدابير الاستثنائية للرئيس سعيد، واعتبر أنها "انقلابٌ" على الدستور.

وفي بيانٍ توضيحيٍّ، نشره في صفحته الخاصة على "فيسبوك"، قال المرزوقي: "منذ انقلاب 25 جويلية، وأنا مجنّدٌ لقضية عودة الشرعية وإنهاء الانقلاب، ودعم القوى الوطنية التي تتحرك على الأرض، مع تفادي الظهور معها، رفعًا لكلّ تأويلٍ عن توظيفٍ وركوبٍ على الأحداث، والإعداد للعودة للسلطة..".

وتابع: "منذ انقلاب 25 جويلية، وأنا لا أكفّ عن التّرديد لأعداء وأصدقاء تونس، لا تتدخلوا في شؤوننا، بأيّ دعمٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ للانقلاب، لأنه سيكون طعنةً في ظهر الديمقراطية التونسية الوليدة، وبالتالي ضدّ مصلحة الشعب التونسي".

وقال المرزوقي: "أليس من المضحكات أن يُتّهم رجلٌ مثلي بالخيانة من قبل أنصار رجلٍ حنث بوعد الالتزام بالدستور، وسمّى الاستعمار حمايةً، وطالب المستثمرين بعدم الاستثمار في تونس؟".

وأضاف: "في كل الحالات، بما أنني لا أعترف بالسيد قيس سعيد رئيسًا شرعيًا لتونس، وبما أنّ الحكومة التي عيّنها غير شرعيةٍ، لأنها لم تحظ بثقة برلمانٍ جمّده المنقلب في مخالفةٍ صريحةٍ للدستور، فإنني أعتبر نفسي غير معنيٍّ بأيّ قرارٍ يصدر من هذه السلطات غير الشرعية".

وكان المرزوقي، شارك في مظاهرةٍ ضد التدابير الاستثنائية للرئيس قيس سعيد، بباريس، ودعا السلطات الفرنسية إلى "رفع يدها عن تونس".

وقال المدير التنفيذي لحزب الأمل، رضا بالحاج، أمس الخميس، إنّ الرئيس منصف المرزوقي، "كان رئيسًا  ديمقراطيًا، ولا يمكن لأيّ ديمقراطيٍّ، أن يقبل بأن يقع تتبّعه من أجل موقفٍ صرّح به، وبتهمٍ مضحكةٍ وبأوامر من رئيس الدولة الذي لا صلاحية له في تحريك الدعوى العمومية".

واعتبر بالحاج، سحب جواز السفر الدبلوماسي من المنصف المرزوقي ''سابقةً خطيرةً لم يقم بها أيّ رئيسٍ منذ الثورة رغم الخلافات الكبيرة التي كانت تفرّقهم".

وبعد التدابير الاستثنائية التي أقرّها الرئيس قيس سعيد في الخامس والعشرين من يوليو الماضي، تمّ تشكيل حكومةٍ جديدةٍ برئاسة نجلاء بودن.

ودعا الرئيس التونسي الوزراء الجدد إلى محاربة الفساد، وغلاء الأسعار، وتطبيق القانون على من "ينكّلون بالشعب التونسي"، وملاحقة المحتكرين.