أسفرت الانتخابات العراقية التي جرت هذا الأسبوع، عن خسارة فادحة للأحزاب الشيعية من حلفاء إيران في العراق، إلا أن طهران تتمسك بنفوذها للسيطرة على مجريات السياسة العامة في بغداد.

وخسرت الفصائل السياسية التابعة للحشد الشعبي عشرات المقاعد في المجلس النيابي المؤلف من 329 مقعدًا، حيث حصلت الكتلة التي شكلها رجل الدين مقتدى الصدر على أغلبية المقاعد لتصل إلى 73 مقعدًا بدلًا من 54 في البرلمان السابق.

وفي سابقة لم تحدث منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بعد الاحتلال الأمريكي لبغداد عام 2003، استطاعت كتلة سنية موحدة أن تفوز بالمرتبة الثانية لتتوسع رقعة تمثيلها النيابي، مما يمنح سنة العراق أكبر نفوذ في البرلمان منذ سنوات.

وتلقى تحالف الفتح الذي يضم فصائل مرتبطة بجماعات مسلحة موالية للجارة الشرقية من العراق، خسارة مؤلمة حيث تقلصت عدد المقاعد في البرلمان إلى 14 بدلًا من 48 في المجلس البرلماني السابق.

وعلى الرغم من ذلك، لم تتخلص العراق من قبضة النفوذ الإيراني، حيث توسعت رقعة تمثيل حليف طهران رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، في البرلمان بعدما حاز فريقه على المرتبة الثالثة من حيث الأغلبية الحزبية حيث حصل على 37 مقعدًا نيابيًا.

وأكد دبلوماسي غربي لوكالة الأنباء "رويترز"، أن قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني كان في اجتماع مع أحزاب الجماعات الشيعية في بغداد لحظة إعلان نتائج الانتخابات رغم نفي طهران تلك الأنباء، للتشاور حول محاولة تشكيل أغلبية برلمانية تواجه كتلة الصدر.

وأضاف المسؤول الغربي، أن الأحزاب الشيعية الموالية لطهران ماتزال تفتش في جعبتها عن وسيلة للاحتفاظ بالنفوذ الأشد تأثيرًا برلمانيًا، حتى لو اقتضى الأمر "لجوء الجماعات المسلحة لسيناريو العنف".