أكد وزير الخارجية الفرنسي، "جان إيفل ودريان"، أمام الجمعية الوطنية الفرنسية، الثلاثاء، على الاحترام الراسخ للسيادة الجزائرية.

وشدّد "لودريان" على "الاحترام الراسخ للسيادة الجزائرية"، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الفرنسية الجزائرية توتّرًا شديدًا في الفترة الأخيرة على خلفية تصريحاتٍ للرئيس الفرنسي ماكرون، اعتبرت "مسيئةً" للجزائر.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، "جان إيف لودريان": "يعود للجزائريين، ولهم وحدهم، أن يقرّروا مصيرهم، وتحديد أطر خياراتهم، ونقاشاتهم السياسية".

وجدّد "لودريان" أمام الجمعية الوطنية "البرلمان"، تأكيده على "الاحترام الراسخ للسّيادة الجزائرية"، خاصّةً وأنّ الرئيس إيمانويل ماكرون أكد أخيرًا على احترام الشعب الجزائري.

وإجابةً عن استدعاء الجزائر لسفيرها في باريس، أعرب عن أسفه لتلك الخطوة، قال وزير الخارجية الجزائري: "هذا الأمر لا يتناسب مع الأهمية التي نوليها للعلاقات بين أمّتيْنا".

وأضاف، وفق وكالة "فرانس برس": "نحن مقتنعون بأنّ العمل معًا يصبّ في المصلحة المشتركة"، معتقدًا أنّ "هذه الرؤية يشاطرنا إياها العديد من المسؤولين الجزائريين على كل المستويات".

وفي الخامس من أكتوبر الجاري، أعرب الرئيس الفرنسي ماكرون عن أمله في أن تهدأ التوترات الدبلوماسية مع الجزائر قريبًا، مبديًا ثقته بالرئيس الجزائري.

وأكد ماكرون، فيما اعتبر تراجعًا من ماكرون، اعترافًا بخطئه، وتودّده للرئيس الجزائري، على أنّ العلاقات مع الجزائر "ودّيةٌ فعلًا"، مضيفًا أنه "يجب أن نواصل قراءة تاريخنا مع الجزائر بتواضعٍ واحترامٍ".

ورجا ماكرون أن "نتمكن من تهدئة الأمور، لأني أعتقد أنّه من الأفضل أن نتحدث إلى بعضنا بعضًا، وأن نحرز تقدّمًا".

وفي الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، استدعت الجزائر سفيرها في باريس "للتشاور"، عقب تصريحاتٍ للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول الحقبة الاستعمارية الفرنسية للجزائر.

وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون أكد أنّ عودة سفير الجزائر إلى باريس مشروطةٌ بما اعتبره "الاحترام الكامل" للدولة الجزائرية.

و أضاف تبون أنّ "التاريخ لا يمكن تزييفه وأنّ العلاقات مع فرنسا هي مسؤوليةُ شعبٍ وتاريخٍ"، مؤكدًا أنه "على فرنسا أن تنسى أنّ الجزائر كانت مستعمرةً".

وكان الرئيس الفرنسي ماكرون، صرّح بأنّ الجزائر لم تكن أمّةً جزائريةً قبل الحكم الاستعماري الفرنسي.

وأشار إلى أنّ "النظام السياسي العسكري الجزائري، أعاد كتابة تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر على أساس كراهية فرنسا".

واستنكرت السلطات الجزائرية هذه التصريحات، واستدعت السفير الجزائري في باريس للتشاور. وعملت على إغلاق مجالها الجوّي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية في أنشطتها في منطقة الساحل الأفريقي.

ورفضت الجزائر التدخّل "القاطع" في شؤونها الداخلية، واستدعت سفيرها في باريس، على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأعربت، في بيانٍ للرئاسة الجزائرية، عن "رفضها القاطع للتدخل غير المقبول في شؤونها الداخلية".

وفي الخامس من يوليو 1962، أعلن عن استقلال الجزائر، وهو نفس تاريخ احتلالها في العام 1830. وفي الخامس والعشرين من سبتمبر 1962، أعلن عن ميلاد الجمهورية الجزائرية، وجلاء أكثر من مليون معمّرٍ فرنسيٍّ، بعد ثورةٍ جزائريةٍ خالدةٍ.