أعلنت الأكاديمية السّويدية لجائزة نوبل، أمس الخميس، عن فوز الروائي عبد الرزاق جرنة، بجائزة نوبل للآداب، للعام 2021.

وقالت لجنة التحكيم، التي منحت الجائزة، في بيانها، إنّ: "صاحب رواية "باراديس"، يتميز بسردٍ للأحداث "يخلو من أيّ مساومةٍ لآثار الاستعمار، ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات".

وفي 2016، قال الروائي التنزاني، المقيم في بريطانيا (73 عامًا)، "أريد بكل بساطة أن أكتب بطريقة تكون أقرب ما يكون إلى الحقيقة وأن أقول ما فيه نُبْلٌ".

وأضافت لجنة التحكيم، أنّ الروائيّ الذي تعدّ روايته "باراديس" ("الجنة"، 1994)، أشهر مؤلفاته، "مُنح الجائزة نظرًا إلى سرده المتعاطف، والذي يخلو من أيّ مساومةٍ لآثار الاستعمار، ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات".

ومنذ انطلاق منح جزائر نوبل للآداب، ومن جملة 117 فائزًا في فئة "الآداب"، فاز 95 أديبًا من أوروبا وأمريكا الشمالية، وحصدت فرنسا لوحدها 16 جائزةً، وبلغ عدد الرجال 101 ضمن المبدعين في الآداب. 

واعتبرت وكالة "فرانس برس" أنّ الروائي التنزاني، عبد الرزاق جرنة، "تغوص في آثار الاستعمار والهجرة على الهوية".

وتمت مكافأته  بالجائزة الأهمّ في عالم الأدب، بسبب "تمسكه بالحقيقة وإحجامه عن التبسيط".

وقالت "فرانس برس"، إنّ عبد الرزاق جرنة، المولود في زنجبار، قبالة سواحل أفريقيا الشرقية، سافر إلى بريطانيا في نهاية الستينيات، بعد بضع سنواتٍ من الاستقلال، في وقت كان عرب المنطقة يتعرضون للاضطهاد. ولم يتمكن من العودة إلى زنجبار إلا في العام 1984".

وتعرض عبد الرزاق جرنة إلى "تجارب المهاجرين في المجتمع البريطاني المعاصر"، في رواياته الأولى، وهي"ميموري أوف ديبارتر" (1987)، و"بيلغريمز واي" (1988)، و"دوتي" (1990).

وتجري أحداث الرواية الفائزة بجائزة نوبل للآداب "باراديس"، في شرقيّ أفريقيا، خلال الحرب العالمية الأولى.

وتمّ ترشيحها للحصول على جائزة "بوكر" الأدبية البريطانية.

ويروي قصة شابٍّ يغادر زنجبار، ويهاجر إلى بريطانيا، حيث يتزوّج ويزاول التدريس. وكان لعودته إلى بلاده، بعد أكثر من عشرين عامًا من الغربة، تأثيرٌ كبيرٌ، على زواجه، في روايتة الرابعة "أدماييرينغ سايلنس" (1996).

ويرى الأكاديمي "لوك برونو"، أنّ أعمال عبد الرزاق جرنة: "تطغى عليها مسائل الهوية والهجرة"، ويعتبر أنها "مقولبة بموروثات الاستعمار والاستعباد".

 وأضاف مدوّنًا، حول جرنة، على موقع المعهد الثقافي البريطاني، أنّ "روايات جرنة، تقوم كلّها على الآثار المدمّرة للهجرة، إلى بيئةٍ جغرافيةٍ، واجتماعيةٍ جديدةٍ على هوية شخصياتها".

وألف الروائي التنزاني، عبد الرزاق جرنة، الذي عمل أستاذًا للآداب واللغة الإنجليزية، في جامعة "كنت كانتربري" عشر رواياتٍ، إلى جانب عدد من القصص القصيرة.

وإلى جانب روايته "الجنة" 1994، التي فاز من خلالها بجائزة نوبل للآداب، فقد ألّف عبد الرزاق جرنة، "ذاكرة المغادرة" (1987)، "طريق الحج" (1988)، "دوتي" (1990)، "الإعجاب بالصمت" (1996)، "عن طريق البحر" (2001)، "الهجر" (2005)، "الهدية الأخيرة" (2011)، "القلب الحصى" (2017)، والحياة بعد الموت (2020).

وتصل قيمة الجائزة الأعظم في العالم، إلى 10 ملايين كورنة سويدية، أي 1.14 مليون دولار أمريكي.