تأثير الألوان على الحالة المزاجية والنفسية للإنسان
يُعرّف علم نفس اللون بأنه دراسة كيفية تأثير الألوان على السلوك البشري أو المزاج أو العمليات الفيزيولوجية. حيث يُعتقد أن الألوان تؤثر على خياراتنا ومشاعرنا وحتى على ذاكرتنا. لذا يتم في الوقت الحالي تنفيذ الأفكار المتعلقة بعلم نفس اللون بشكل كبير في مجالات التسويق والتصميم، فنرى الشركات تقوم باختيار الألوان التي تعتقد أنها ستحفز العملاء على شراء منتجاتهم وتحسين الوعي بالعلامة التجارية.
إدراك اللون
علم نفس اللون هو مجال دراسة جديد نسبياً، لذا يواجه العديد من التحديات. وتتمثل إحدى الصعوبات الرئيسية في تحديد كيفية قياس تأثيرات اللون، حيث يعتبر إدراك اللون أمراً شخصياً للغاية، فلدى الأشخاص أفكاراً واستجابات مختلفة للألوان. هناك عدة عوامل تؤثر على إدراك اللون، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان اللون وحده يؤثر على مشاعرنا وأفعالنا.
تشمل العوامل التي تؤثر على إدراك اللون العمر والجنس والثقافة. في بعض الثقافات. على سبيل المثال، يرتبط اللون الأبيض بالسعادة والنقاء لذلك ترتديه العروس يوم زفافها. أما بالنسبة لشخص من ثقافة مختلفة، فإن ارتداء اللون الأبيض قد يعني الحزن، هذا لأنه في تلك الثقافات، يرتبط اللون الأبيض بالحزن والموت. لذا يجب مراعاة هذه العوامل وغيرها عند التحقيق في تأثير الألوان على المشاعر والسلوك البشري.
أنواع الألوان
بينما لم يتم العثور على علاقة مباشرة بين اللون والسلوك، فقد تم تحديد بعض التعميمات حول الألوان، وما قد ترمز إليه. حيث تعتبر الألوان كالأحمر والأصفر والبرتقالي ألواناً دافئة، ويُعتقد أنها تحفّز المشاعر.
كما توجد ألوان باردة رائعة وتشمل الأزرق والبنفسجي والأخضر. والتي غالباً ما ترتبط بالهدوء والبرودة والسكينة.
خصائص الألوان على الإنسان جسدياً ونفسياً
اللون الأبيض:
إذا كان المرء يشعر بالانزعاج أو الغضب، يكفي أن ينظر إلى أي شيء لونه قريب من الأبيض ليشعر بالهدوء ويتخلص من مشاعر الغضب التي تجتاحه. حيث أن الأبيض يعطي الشعور بالأمان، ولذلك اختيرت ملابس الأطباء بهذا اللون.
ومن الناحية الجسدية: يساهم اللون الأبيض في علاج الأطفال المصابين بمرض اليرقان عند الولادة، أو الذين يصابون به في عمر متقدّم، وذلك من خلال تعريضهم لضوء شديد البياض (نيون) فيُشفون تماماً.
اللون الأحمر:
لون النار والدم، لذا يسبب الإحساس بالحرارة. كما أنه لون الحيوية والحركة فهو ذو تأثير قوي على طباع ومزاج الإنسان.
ومن الناحية الجسدية: أثبتت بعض الدراسات أن تسليط أضواء حمراء على عيون أشخاص يعانون من الصداع النصفي، يساعد بنسبة 93 في المئة على الشفاء منه، وذلك لأن الأحمر يساهم في ارتفاع ضغط الدم وتوسيع الأوعية الدموية.
اللون البرتقالي:
لون التوهج و الاحتدام والاشتعال. لذا فهو يوحي بالدفء. وقد يكون له تأثير مهدئ لبعض الأشخاص، في حين يراه البعض الآخر مسبباً للتوتر.
ومن الناحية الجسدية: يساعد البرتقالي في فتح الشهية عند الذين يعانون من انقطاع الشهية، كما يساهم التعرض لأشعة باللون البرتقالي في علاج التهابات العيون مثل التهاب القرنية، إضافة إلى قدرته على تنشيط عمل عضلة القلب.
اللون الأصفر:
لون الشمس، لذا فهو لون المزاج المعتدل والسرور. حيث أن بعض الألوان الصفراء المتوهجة قادرة على تهدئة بعض الحالات العصبية الشديدة، لذا يستعمل أحياناً في علاج بعض الأمراض العصبية.
من الناحية الجسدية: يؤثر اللون الأصفر في عمل البنكرياس والكبد والطحال، حيث يعيد بناء الأنسجة فيها. كما يساهم هذا اللون في تنظيم نبضات القلب وضغط الدم في الجسم. وأيضاً يقوّي الذاكرة فيساعد الدماغ في الاحتفاظ بالمعلومات.
اللون الأخضر
لون الطبيعة، لذا فهو يوحي بالراحة، إذ يضفي السكينة على النفس ويساعد الإنسان على الصبر، لذا فقد استعمل في معالجة بعض الأمراض العقلية مثل الهستيريا وتعب الأعصاب.
من الناحية الجسدية: يخفّف اللون الأخضر من الآلام الناجمة عن مرض السرطان في مختلف مناطق الجسم، وذلك من خلال النظر الى مساحات خضراء شاسعة أو التعرض لأشعة باللون الأخضر.
اللون الأزرق
لون السماء والماء، يوحي بالقدرة على خلق أجواء خيالية، فهو لون حالم شفاف كما أنه يوحي بالسلام. وقد دلت التجارب أن هذا اللون أكثرها تهدئة للنفس.
من الناحية الجسدية: يساعد اللون الأزرق في تنظيم سرعة ضربات القلب. كما أن التعرّض لأشعة باللون الأزرق مهم جداً للمرضى الذين يعانون مشاكل في التنفس. وأثبتت دراسات أن تعريض المريض المصاب بالتهاب مفاصل روماتزمي للون الأزرق، يساعد بشكل ملحوظ في تخفيف حدّة الألم.
نحن في الواقع لا نرى الألوان بأعيننا، بل نراها بأدمغتنا. حيث يتم تحديد الألوان التي نراها من خلال الطول الموجي للضوء المنعكس عنها. لكننا في نفس الوقت نشعر بالألوان في قلوبنا وقد تبقى مرتبطة لدينا بذكرى معينة تجعلنا نبتسم لا إرادياً عند رؤية أحدها.









